عدد زوار المنتدى
.: عدد زوار المنتدى :.
دخول
بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 122 بتاريخ 2/10/2024, 21:28
بين النفس اللوامة والمطمئنة
صفحة 1 من اصل 1
بين النفس اللوامة والمطمئنة
بسم الله الرحمن الرحيم ........ وبه نستعين
كثيراً ما نربط بين الأشياء التي تحدث لنا من نعمة ومصيبة، وبين رضا الله عنا وعقابه لنا،
حتى اختلط علينا الصواب والخطأ،
في هذه المسألة وردت نصوص شرعية كثيرة جداً،
وكلها في الأصل تربط الأسباب بمسبباتها،
كقوله تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"،
وقوله سبحانه: "أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم"
، وقوله: "والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ".. إلخ.
فالذي يعمل الأعمال الصالحة
يكافأ بانشراح الصدر، والرزق من حيث لا يحتسب، والبركة في القليل.. إلخ.
والذي يعمل الأعمال السيئة
يعاقب بالضيق، والهم، والمصائب المختلفة.
ولكن هذه الأمور عامة، لا ينبغي إنزالها على المعين،
فالصحة مثلاً وكثرة الأموال والأولاد، حينما نُنـزلها على شخص معين
لا نجزم أنها نتيجة أعمال صالحة، أو أنها بسبب رضا الله تعالى عن ذلك الشخص
، فقد تكون على سبيل الابتلاء والامتحان، وقد تكون استدراجاً، بل قد تكون عقوبة..
قال تعالى: "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا..".
وكذا الفقر، ليس شرطاً أن يكون عقوبة من الله تعالى، فقد يكون رحمة منه سبحانه
"إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى".
وكذا المرض أيضاً، فقد وردت السنة أن نقول للمريض: "طهور إن شاء الله" تفاؤلاً،
والرسول –صلى الله عليه وسلم- وجهنا أن نضيف: "إن شاء الله"
لأننا لا نجزم أنه طهور،
فقد يكون رحمة ورفعة للدرجات، وقد يكون أيضاً عقوبة،
فالله يقول "ونبلوكم بالشر والخير فتنة".
ومن ذلك أيضاً تأخر الإنجاب، أو الحرمان من الذرية بالكلية
، ليس شرطاً أن يكون عقوبة، ولا حتى مصيبة، فقد يكون رضاً من الله تعالى ورحمة منه
وامتحاناً ليرفع المبتلى بها درجات،
بل قد لا تظهر الحكمة من ذلك في حال الحياة كلها،
وتأمل سبب قتل الخضر للغلام، وحرمان والديه منه كما في سورة الكهف، فقد رآه والداه مصيبة
، بينما كان قتله رحمة، قال تعالى: "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً"
ولا حظ أن أبويه ربما ماتا دون أن يدركا الحكمة من ذلك.
وكم من ابتلاء ظنناه فيما يظهر مصيبة،
بينما هو رضاً من الله ورحمة، والعكس أيضاً صحيح،
قال تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً
وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
فالقدر سر الله في خلقه،
فلا ينبغي إنزال النصوص العامة التي تتحدث عن ربط الأشياء بمسبباتها على الأعيان
؛ فضلاً عن الجزم بذلك
، فالأنبياء والصالحون ابتلوا بأنواع البلايا، ولا يقال إن هذه الابتلاءات لهؤلاء الأعيان عقوبة من
الله تعالى. كما أن الله تعالى ينعم على بعض الفسقة والكفرة بأنواع النعم،
ولا نقول إن ذلك لرضاه تعالى عنهم.
إذا تقرر هذا، فإن الموقف الصحيح للمؤمن في هذه المسألة،
أن يعيش بين الخوف والرجاء..
بين اتهام النفس والشعور برضا الله عنه ورحمته له.
.
، فيُغلّب جانب اتهام النفس والخوف من الذنوب حال الصحة.
ويُغلّب جانب الرجاء، والتطلع لرحمة الله ورضاه حال المرض.
وحتى يكون المؤمن صابراً عند البلاء، شاكراً عند الرخاء،
عليه أن يستحضر حكمة الابتلاء عند كل نعمة أو مصيبة
، فيصبر إذا قُدر عليه رزقه أو أصيب بمصيبة..،
ولا ينظر لذلك على أنه إهانة،
ويقول هذا بذنوبي،
ويُقر بذلك اتهاماً لنفسه وعدم تزكية لها،
وإلى هذا تشير كثير من النصوص الشرعية،
كقوله تعالى "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"،
وقول العباس –رضي الله عنه- "ما نزل بلاء إلا بذنب"
، وقول أحد السلف "والله إني لأذنب الذنب فأرى أثره في أهلي ودابتي".. إلخ.
أما إذا أكرمه الله ونعّمه، فيشكر ربه، ويقول هذا فضل من الله وإحسان،
وينظر إليها على أنها ابتلاء وامتحان،
كما قال سليمان عليه السلام لما رأى فضل الله عليه "..
قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر"
فيؤدي شكر النعمة،
ويحذر من نسبتها إلى نفسه،
أو أنها من كده وجهده،
أو أنها نتيجة لرضا الله عنه،
فالمؤمن لا يزكي نفسه مطلقاً.
قال تعالى: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن.
وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا.."
في قوله تعالى: "كلا":
أي ليس الأمر كذلك، ولا بهذا توزن الأمور،
فالله تعالى لم يعطك ما أعطاك إكراماً لك لأنك مستحق
، ولكنه تفضل منه سبحانه.
ولم يهنك حين قدر عليك الرزق، بل هذا مقتضى حكمته وعدله
نقلته لكم من موقع الإسلام اليوم
ودمتم في حفظ الله ورعايته
كثيراً ما نربط بين الأشياء التي تحدث لنا من نعمة ومصيبة، وبين رضا الله عنا وعقابه لنا،
حتى اختلط علينا الصواب والخطأ،
في هذه المسألة وردت نصوص شرعية كثيرة جداً،
وكلها في الأصل تربط الأسباب بمسبباتها،
كقوله تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"،
وقوله سبحانه: "أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم"
، وقوله: "والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ".. إلخ.
فالذي يعمل الأعمال الصالحة
يكافأ بانشراح الصدر، والرزق من حيث لا يحتسب، والبركة في القليل.. إلخ.
والذي يعمل الأعمال السيئة
يعاقب بالضيق، والهم، والمصائب المختلفة.
ولكن هذه الأمور عامة، لا ينبغي إنزالها على المعين،
فالصحة مثلاً وكثرة الأموال والأولاد، حينما نُنـزلها على شخص معين
لا نجزم أنها نتيجة أعمال صالحة، أو أنها بسبب رضا الله تعالى عن ذلك الشخص
، فقد تكون على سبيل الابتلاء والامتحان، وقد تكون استدراجاً، بل قد تكون عقوبة..
قال تعالى: "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا..".
وكذا الفقر، ليس شرطاً أن يكون عقوبة من الله تعالى، فقد يكون رحمة منه سبحانه
"إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى".
وكذا المرض أيضاً، فقد وردت السنة أن نقول للمريض: "طهور إن شاء الله" تفاؤلاً،
والرسول –صلى الله عليه وسلم- وجهنا أن نضيف: "إن شاء الله"
لأننا لا نجزم أنه طهور،
فقد يكون رحمة ورفعة للدرجات، وقد يكون أيضاً عقوبة،
فالله يقول "ونبلوكم بالشر والخير فتنة".
ومن ذلك أيضاً تأخر الإنجاب، أو الحرمان من الذرية بالكلية
، ليس شرطاً أن يكون عقوبة، ولا حتى مصيبة، فقد يكون رضاً من الله تعالى ورحمة منه
وامتحاناً ليرفع المبتلى بها درجات،
بل قد لا تظهر الحكمة من ذلك في حال الحياة كلها،
وتأمل سبب قتل الخضر للغلام، وحرمان والديه منه كما في سورة الكهف، فقد رآه والداه مصيبة
، بينما كان قتله رحمة، قال تعالى: "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً"
ولا حظ أن أبويه ربما ماتا دون أن يدركا الحكمة من ذلك.
وكم من ابتلاء ظنناه فيما يظهر مصيبة،
بينما هو رضاً من الله ورحمة، والعكس أيضاً صحيح،
قال تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً
وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
فالقدر سر الله في خلقه،
فلا ينبغي إنزال النصوص العامة التي تتحدث عن ربط الأشياء بمسبباتها على الأعيان
؛ فضلاً عن الجزم بذلك
، فالأنبياء والصالحون ابتلوا بأنواع البلايا، ولا يقال إن هذه الابتلاءات لهؤلاء الأعيان عقوبة من
الله تعالى. كما أن الله تعالى ينعم على بعض الفسقة والكفرة بأنواع النعم،
ولا نقول إن ذلك لرضاه تعالى عنهم.
إذا تقرر هذا، فإن الموقف الصحيح للمؤمن في هذه المسألة،
أن يعيش بين الخوف والرجاء..
بين اتهام النفس والشعور برضا الله عنه ورحمته له.
.
، فيُغلّب جانب اتهام النفس والخوف من الذنوب حال الصحة.
ويُغلّب جانب الرجاء، والتطلع لرحمة الله ورضاه حال المرض.
وحتى يكون المؤمن صابراً عند البلاء، شاكراً عند الرخاء،
عليه أن يستحضر حكمة الابتلاء عند كل نعمة أو مصيبة
، فيصبر إذا قُدر عليه رزقه أو أصيب بمصيبة..،
ولا ينظر لذلك على أنه إهانة،
ويقول هذا بذنوبي،
ويُقر بذلك اتهاماً لنفسه وعدم تزكية لها،
وإلى هذا تشير كثير من النصوص الشرعية،
كقوله تعالى "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"،
وقول العباس –رضي الله عنه- "ما نزل بلاء إلا بذنب"
، وقول أحد السلف "والله إني لأذنب الذنب فأرى أثره في أهلي ودابتي".. إلخ.
أما إذا أكرمه الله ونعّمه، فيشكر ربه، ويقول هذا فضل من الله وإحسان،
وينظر إليها على أنها ابتلاء وامتحان،
كما قال سليمان عليه السلام لما رأى فضل الله عليه "..
قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر"
فيؤدي شكر النعمة،
ويحذر من نسبتها إلى نفسه،
أو أنها من كده وجهده،
أو أنها نتيجة لرضا الله عنه،
فالمؤمن لا يزكي نفسه مطلقاً.
قال تعالى: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن.
وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا.."
في قوله تعالى: "كلا":
أي ليس الأمر كذلك، ولا بهذا توزن الأمور،
فالله تعالى لم يعطك ما أعطاك إكراماً لك لأنك مستحق
، ولكنه تفضل منه سبحانه.
ولم يهنك حين قدر عليك الرزق، بل هذا مقتضى حكمته وعدله
نقلته لكم من موقع الإسلام اليوم
ودمتم في حفظ الله ورعايته
ناصرالحارثي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
21/5/2011, 01:28 من طرف محمد صالح
» دور الشباب في تنمية المجتمع
3/5/2011, 02:22 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» من أسرار العبادات الطبية
2/5/2011, 03:26 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» ألقاب المعمولات في كتاب سيبويه - (دراسة في المصطلح النّحوي
2/5/2011, 03:24 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» دمعة ندم ندم
2/5/2011, 03:24 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» مواضيع ثقافية وادبية
2/5/2011, 03:23 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» اغرب المعلومات في العالم
2/5/2011, 03:22 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» لماذا سقط المسلمون حضاريا ؟
2/5/2011, 03:22 من طرف عبدالرحمن المصعبي
» لماذا سقط المسلمون حضاريا ؟
2/5/2011, 03:21 من طرف عبدالرحمن المصعبي